التاريخ
تقرير عن ندوة:
" المعنى في اللغة والأدب: من الإنتاج إلى التلقي"
الخميس 10/04/2025
المكان: المدرج 5 – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال
الجهة المنظمة: مختبر الدراسات الأدبية واللسانية والديداكتيكية، وماستر النقد الأدبي و الفني.
منسق التقرير: محمد الدنيا
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملا ل ندوة علمية حول" المعنى في اللغة والأدب: من الإنتاج إلى التلقي"، احتفاء وتكريما علميا بأحد الأساتذة الأجلاء وهو الدكتور الحبيب مغراوي، أستاذ التعليم العالي، والمتخصص في البلاغة والنقد والدراسة المصطلحية، كما أنه عضو سابق بمجلس الكلية، و عضو المكتب المسير لمختبر الدراسات الأدبية واللسانية والديداكتيكية ، ومدير فريق البحث في المصطلح والتواصل المعرفي، ثم عضو محكم لأعمال مجموعة من المجلات والندوات. فضلا على ذلك فهو خبير دولي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومنسق ماستر النقد الأدبي والفني.
انطلقت الندوة بجلسة افتتاحية أدارها د. رشيد طلال الذي أشاد بأهمية هذا المحفل العلمي الكبير الذي سيفتح حوارا أفقيا وآخر عموديا في مجموعة من القضايا التي تؤرق البحث العلمي، منها على سبيل المثال لا الحصر، اللغة والأدب والثقافة والبلاغة، ليعطي بعد ذلك الكلمة للسيد عميد الكلية د. محمد بالأشهب والسيد رئيس شعبة اللغة العربية د. ادريس جبري، ثم السيد مدير المختبر د. امحمد اسماعيلي علوي.
تمحورت الأشغال حول ثلاث جلسات علمية أساس: الأولى عنوانها: " تأملات في بناء المعنى وتأويله"، (من 10.30 إلى 11.30) أدارها د. امحمد اسماعيلي علوي وشارك فيها:
دة. حنان المراكشي بمداخلة اختارت لها عنوان " المعنى بين محدودية القصد ورحابة التأويل". منطلقة من الحديث عن صعوبة مقاربة إشكالية المعنى التي تختزل غالبا في التوتر القائم بين ثنائية قصد المؤلف، ورحابة التأويل عند المتلقي، ذلك أن مجال المعنى مجال تفاوضي وهذا ما يسمح بطرح عدة أسئلة منها على سبيل المثال لا الحصر: هل المعنى بنية قائمة أساسا على القصد؟ أم له حرية واستقلالية خاصة تسمح له بالانفتاح على تعدد التأويلات؟
-د. عبد الكبير الحسني: عنون مداخلته ب "بناء المعنى في اللغة والأدب، نحو فرضية لبناء المعنى الثالث"، وحسب ذ. الحسني هناك ثلاثة مستويات للمعنى وهي: مستوى المعنى الفطري. ومستوى المعنى القاعدي، ومستوى المعنى الموسوعي. وخلاصة مداخلته أن اللغة عاجزة عن توضيح المعاني الموجودة في ذهن الفرد، من هنا نقف على المعنى الذي نستطيع قوله وهو المعنى الثالث.
-د. رشيد طلال قارب موضوع:" صيغ الخطاب الروائي: انهيارات المعنى في رواية (ذات) لصنع الله إبراهيم" فاستهل حديثه بذكر السياق الذي تفرضه طبيعة الدراسة، والمتعلق بمصطلح الرواية والزمكان والشخوص والحوار والقصدية في الرواية وهندسة المعنى فيها. وبخصوص رواية " (ذات) لصنع الله إبراهيم"، لم يجدها الكاتب متماسكة المعنى فوصف هذا المعطى بالتشوشات، مقررا بأن النص الروائي منفتح على تعدد المعاني.
أما الجلسة الثانية فقد وسمت ب" قراءات في المعنى الأدبي: بين الإنتاج و التلقي". أدار فقراتها د. عبد الكبير الحسني وشارك فها كل من:
-د. محمد أزهري الذي عنون مداخلته ب "كيف يُدرَك المعنى؟ "، تمركزت كلمته حول التقديم الذي وضعه لكتاب " المعنى الأدبي بين خصوصية التشكيل ورهان الفهم و التأويل " للمحتفى به، وقد سعى من خلالها إلى تبيان أهمية الكتاب من حيث تبويبه و جماليته والمراجع التي نهل منها، قديمها وجديدها، مشيرا إلى أنه جمع بين النهل من التراث ورواده، مع الانفتاح على الرؤى والاتجاهات النقدية واللسانية الحديثة والمعاصرة.
-المداخلة الثانية للدكتور امحمد اسماعيلي علوي: " تشكلات المعنى وتمظهراته في تصور د. الحبيب مغراوي". حيث تنطلق المداخلة من سؤال، كيفية تشكلات المعنى وتداول صوره كما يراها د. الحبيب مغراوي من خلال كتابه السالف الذكر. أشار المحاضر إلى أن توالد المعنى أو تشكله، يختلف من قارئ إلى آخر، ذلك أن النص عند المؤلف/ المرسل يتحول إلى نصوص لدى جمهور القراء، الذي يستوعب المعنى حسب مخزونه الفكري. ولم يفت المحاضر التنويه بالسيرة العلمية والأكاديمية وكذلك المشروع النقدي للأستاذ المُكرَّم. مختتما مداخلته باختلاف رؤيتنا للتأويل ونظرتنا للأشياء.
-د.عاديل البقالي : تطرق ل" أهمية اللغة في الرفع من المستوى الفني و الجمالي للخطاب الأدبي لدى الناقد الحبيب مغراوي"، حيث أشار في أول الأمر إلى كون موضوع المعنى، تناولته الدراسات قديما وحديثا، وأن الدكتور مغراوي تناوله بمنهجه وأسلوبه ونظرته الخاصة، مسلّطا الضوء على العلاقة العضوية بين اللغة والمعنى في الكتاب الموسوم "بالمعنى الأدبي . وذلك من خلال تعميق البحث في الفصل الرابع المندرج ضمن الباب الأول من الكتاب، وقد أبرز المتدخل كيف أن العناية باللغة، على مستوى التركيب والدلالة، تشكل ركيزة أساسا في بلورة خطاب أدبي يحمل قيمة فنية وجمالية عالية.
واختمت هذه الجلسة العلمية الثانية بفقرة مناقشة، برز خلالها دور الحاضرين من دكاترة وطلبة باحثين في تعزيز جودة التفاعل وتوجيه النقاش نحو مداخل مثمرة، مما أضفى على الجلسة طابعا تفاعليا وأكاديميا راقيا.
كلمة الأستاذ الحبيب مغراوي: عبر الأستاذ بكلمات مؤثرة عن امتنانه لهذه المبادرة التي وصفها بـ"الالتفاتة الحميدة"، مؤكدا أنها ستظل راسخة في ذاكرته لما حملته من روح أخوية صادقة وتقدير نابع من زملاء تقاسم معهم مسارا أكاديميا وخص بالشكر عمادة الكلية، والأساتذة الحاضرين حضورا فعليا أو افتراضيا، وطلبته الذين يرى فيهم امتدادا لمسيرة التعليم والبحث. وأسرته الكريمة التي كانت السند في مشواره العلمي، وأوضح الأستاذ أن هذه الجلسة التكريمية جاءت في سياق الاحتفاء بكتابه: "المعنى الأدبي بين خصوصية التشكيل ورهان الفهم والتأويل"، الذي يعتبر خلاصة لتجربة علمية طويلة قوامها المحاضرات، والندوات، والبحوث، والتفاعلات الفكرية مع زملائه من الباحثين والمفكرين.
وأكد أن مفهوم المعنى، واسع الأبعاد، يتقاطع مع مجالات شتى من الفكر والمعرفة والفن. كما دافع عن ضرورة تجاوز القطيعة المفتعلة بين المعارف التراثية والمعاصرة، مشيرً إلى أن المعرفة إنسانية، شارك في بنائها فلاسفة ومفكرون من مختلف الحضارات، ومن بينهم العرب الذين أسهموا في تشكيل مفاهيم المعنى والفن والجمال والتأويل.
كما أبرز أهمية مد الجسور بين حقلي اللسانيات والأدب، منتقدا الانغلاق داخل "الذات المعرفية"، ودعا إلى تظافر الجهود من أجل قراءة متجددة للمعرفة الأدبية واللغوية. وساق نماذج تراثية مثل ابن البناء المراكشي، وحازم القرطاجني، وابن قتيبة، ليظهر عمق تصوراتهم للمعنى، فاعتبرها مداخل قرائية يمكن استثمارها. وختم كلمته بالتأكيد على أنه من خلال كتابه سعى إلى فتح حوار مثمر بين النصوص التراثية والمعاصرة، بحثا عن مقاربات جديدة للمعنى لا تعادي الاختلاف، بل تؤمن بتنوع الرؤى بحسب كل سياق ومرحلة.
مداخلات أخرى: تلت كلمة الأستاذ المحتفى به كلمة د. مصطفى عقلي، منسق ماستر "الوظيفية في اللغة والمجتمع"، الذي نوه بأهمية المشروع الفكري للأستاذ وبمبادرة تكريمه. ثم تدخل منسق طلبة ماستر "النقد الفني والأدبي"، مستعرضا فكرة الندوة وظروف إنجازها وغاياتها.
لحظة الوفاء: توجت الجلسة بتوزيع الشواهد التقديرية على الأساتذة المشاركين في الندوة، وتسليم الجوائز التذكارية للأستاذ المحتفى به، فضلا عن شواهد تقديرية للجنة التنظيمية والحضور. واختتمت الجلسة بأخذ صور جماعية، في جو ساده الاعتراف والتقدير والود.
لجنة التقرير: رجاء أكوجيل، و بوشرى بويخامون، و محمد الحفياني ، و محمد الدنيا .