تقديم:
يتأكد يوما بعد يوم، أن الإقبال على تعلم اللغة العربية يشهد اتساعا لافتا في ربوع العالم، يعكس قيمتها التاريخية والحضارية وإمكاناتها التواصلية والتعبيرية، وقدرتها على التعبير عن حاجات الإنسان المادية والمعنوية. وقد كان لمجموعة من المؤسسات والمراكز والمعاهد دور أساس في هذا الاتساع والانتشار، بما قدمته من جهود في سبيل تيسير تعلمها ووضع مناهج لتعليمها. وتمخض عن ذلك تصورات ورؤى تتفق أحيانا وتختلف في اختياراتها المنهجية والديداكتيكية لتقديم عروض تستجيب لتزايد الطلب على تعلم اللغة العربية، وحاجيات المتعلمين التواصلية والمهنية. ولعل اختلافهم يرجع إلى اختلاف زوايا النظر لطبيعة اللغة العربية وتعدد مستوياتها ومكوناتها، وعلاقتها بالثقافة، كما يعود إلى تصورهم لأدوار المعلم وطبيعة المتعلم وحاجاته المتنوعة.
وإذا كان الاهتمام قد انصب في عديد من الدراسات والأبحاث والندوات والمؤتمرات، على البحث في طرق إكساب المتعلمين مهارات اللغة العربية، واستراتيجيات تدريس بعض مكوناتها كالأصوات والنحو، فإن مكون البلاغة ما يزال بحاجة إلى بحث عميق، ونقاش فعال، وإلى تظافر جهود المختصين لوضع الاستراتيجيات الأنجع والأفضل لتدريسه. وسنحاول في هذه الورقة الحديث عن هذا المكون الأساس باعتباره مدخلا لتعلم اللغة العربية، والوقوف عند أبرز الإشكالات التي يطرحها هذا المكون في مجال تدريس العربية للناطقين بغيرها، سواء المتعلقة بماهيتها أو حضورها في مناهج التعليم أو الكفايات المتعلقة بها أو استراتيجيات تدريسها.
مشكلة البحث:
تتحدد مشكلة هذا البحث في غياب استراتيجيات ناجعة لتدريس البلاغة، فضلا عن ضعف العناية بمكون البلاغة في أغلب المناهج المعنية بتعليم العربية للناطقين بغيرها، مما يشكل حاجزا أمام المتعلمين في تحقيق الكفاية التفاعلية اللازمة للتواصل في مواقف وسياقات تواجه المتعلم سواء في الواقع الحقيقي أو في الاستعمال الفني والأدبي.
محاور البحث:
يتطرق هذا البحث إلى مجموعة من المحاور التي نرى أنها تشكل في مجموعها تصورا خاصا، يسهم به الباحث في مجال تعليم اللغة العربية للنطاقين بغيرها، وهذه المحاور هي:
Ø واقع تدريس البلاغة في مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها.
Ø تدريس العربية من الكفاية اللغوية إلى الكفاية التفاعلية.
Ø في تحديد مفهوم البلاغة.
Ø رؤية مقترحة لتدريس البلاغة للناطقين بغير العربية.
(حقوق هذا البحث لمؤسسة لبرنامج مشكاة بمؤسسة الإيسيسكو)