سياقات تشكل نظرية الشعر في المتن النقدي العربي القديم -في أفق منظور متكامل-

التاريخ

الأربعاء 18- دجنبر 2024
مؤتمر دولي

   ملخص:

   تلتقي على عتبات الشعر أنظار عديدة تعود إلى مجالات معرفية مختلفة، طرقت بابه تبحث عن عطاء معرفي من عطاءات هذا الفن الذي مثل ديوان العرب وذخيرتهم من الثقافة والعلم واللغة، فكان الشعر معين المفسرين، ومستند اللغويين، والمثال للمبدعين، وبابا للتنظير لدى الفلاسفة والمتكلمين؛ وقد تأسست من نتائج هذا البحث معالم أولية لنظرية عربية في الشعر تنسجم وسياق تشكل النظرية المعرفية العربية العامة آنذاك.

ومن منطلق العلاقة بين النظريتين (الشعرية والمعرفية) فإن تحديد معالم النظرية الشعرية يقتضي منهجا يتوسل جهودا استقصائية واستقراء شاملا لمختلف المظان التي يفترض أنها تناولت الشعر عبر مداخل متنوعة، شرعية ولغوية وبلاغية ونقدية وفلسفية؛ إيمانا منا بأن تنوع هذه المداخل سينوع مخرجات البحث في مجال الشعر إنتاجا وتلقيا، وسيؤثر كل ذلك في اختلاف زوايا النظر إلى فن الشعر ومتعلقاته، وفي تنوع طبيعة الإسهامات التي قدمها العلماء والدارسون في وضع أسس لنظرية الشعر العربي القديم.

وإسهاما في إيضاح معالم هذه النظرية من خلال المدونة النقدية العربية، فإننا سنعرض في هذا البحث وجهة نظر تدعو إلى إجراء منهجي يحول دون التسرع في عرض نظرية الشعر عند العرب أو الحكم عليها أو لها، أو عرضها غير مكتملة الأركان والعناصر. ويتمثل هذا الإجراء في استحضار أهم السياقات المعرفية ورصد كافة مظان المتن النقدي العربي التي أسهمت في تشكل نظرية الشعر من خلال تفاعل المنظورات والتصورات التي أثثت معمار هذه النظرية لدى العرب؛ ولأن هذا المطلب يبدو مما تنوء بحمله أبحاث وأبحاث، فإنه يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لذلك سيمثل هذا البحث مقدمة صغيرة لمشروع أوسع يتطلب جهودا متضافرة لاستكماله وجمع أشتاته، في أفق تكوين منظور محدد وواضح ومتكامل لنظرية الشعر القديمة لدى العرب من خلال مظان النقد الأدبي العربي.

(المقال سينشر في كتاب جماعي خاص بأعمال المؤتمر)